هذا الكتاب

كيف أن أفانين القرآن الكريم جاءت مستجمعه درجات الفهم، وفيها الغاية-كل الغاية- لكل عقل صحيح يقرؤها العالم؛ فيستشف من خلالها علل الأشياء، ويقرؤها الحكيم، فيلتمس منها أسرار الوجود، ويقرؤها غيرهما من الناس؛ فتنقاد لها قلوبهم وعقولهم، لم يجعلها الله سبحانه وتعالى نوعًا واحدًا، بل وعدًا، ووعيدًا، ومحكمًا، ومتشابهًا، ونهيًا،وأمرًا، وأخبارًا، وأمثالاً، قصصًا، ومواعظ؛ تناسب مقاصد السور التي ذكرت فيها، وتتناسق فيما بينها بصورة مبهرة للعقول السليمة؛ لتناسب اختلاف طبائع الناس، ومستويات قدرات الفهم لديهم؛ وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده  وتلطفه بهم؛ لتحبيبهم في أحكامه ودينه.

توفيق علي زبادي