هذا الكتاب
إن الغاية من هذا الكتاب : أن أقدم لك - أيها المتمسك بالسنة - ورداً صحيحاً ثابتاً ، جامعاً ، مُبَوَّباً على معاني الأدعية في كتاب واحد .
إن الغاية من هذا الكتاب : أن أعطي جواباً شافياً عن بعض ما كان يقوله النبي حين كان يطيل الدعاء في مواطن الإجابة حتى كان يبلغ عرفه حتى الغروب ، فمن المحال أن تُنسى هذه الدعوات ولا تُروى ، وهي من الذكر الذي وعد الله بحفظه ، ومن الحكمة التي أُمِرَ بتبليغها .
إن الغاية من هذا الكتاب : أن أقدم للعابد ولطالب العلم المادة الثابتة الصحيحة التي بها وبمثلها كان علمائنا يناجون ربهم في أورادهم الخاصة ، راغبين راهبين ، باكين ومتلذذين ، مجتهدين ومداومين .
إن الغاية من هذا الكتاب : إعانتك على إحضار قلبك بين يدي ربك وأنت تدعوه ،
فجاءت وسيلة تحقيق ذلك :
من خلال تصنيف الأدعية وترتيبها كما كان يرتبها التبي في دعائه غالباً ، فأوراد الثناء أولاً ، والصلاة عليه ثانياً ، والأستغفار ثالثاً ، وهكذا ... ومن خلال ما كُتِبَ قبل كل ورد ، بلحن الروح ، ومداد الصدق فيما سميناه بـ ( أيها القلب تهيأ ) ذلك الذي إذا قرأه القارئ لم يملك إلا أن يُحْضِرَ قلبه - بإذن الله - مع كلمات الورد العظمية التالية له ، فيخرجها من أعماق قلبه ، وإن كانت من نظر العين ، وترديد اللسان والشفتين .
ومن خلال كلمات التذكير التي تذكر القارئ بعظم الدعوات التي قالها بعد كلِّ ورد ، فيما أسميناه بـ ( تذكر ... )، فتعيد قلبه إليها ، حتى يشتفي ولن يكتفي مهما عاد ، فينطلق إلى الورد الذي بعده بإستعدادٍ إيماني أكبر ، وعروج أعلى ، وهكذا من عروجٍ إلى عروجٍ وربه لم يعب عن قلبه .