عن تجربة شخصية عاشتها المؤلفة ( جاسمين لي كوري ) من إهمال الأم العاطفي لها في الصغر ، صاغت هذا الكتاب بعد خوضها لسنوات عديدة في مجال العلاج النفسي حيث عالجت عشرات الحالات والاضطرابات الناتجة عن الغياب العاطفي للأم في الصغر ..
قديماً كان المصلحون يحذرون من الأهمية البالغة لدور الأم في الأسرة والمجتمع ، ويحذرون من أي عبث أو خلل ينال هذا الدور المقدس للمرأة ، وكثيراً ما كان ينظر الناس إلى تلك التحذيرات بالمبالغة ، لكن مع هذا الكتاب سندرك أنها لم تكن على سبيل المبالغة أبداً ..
فبدءاً من ابتسامة الأم لرضيعها ، مروراً بضمه واحتوائه ، ومسارعتها لتلبية حاجاته وصراخه أو الاستجابة لبكائه أو جوعه ، وكذلك إخبار طفلها بأنها تحبه ، أو بأنه جميل ، أو لماذا حزين ؟ كل تلك الأدوار (الفطرية) التي تصدر عن الأم (السوية) هي التي تعطي الإنسان سواءه النفسي الذي نعرفه .. ثقته بنفسه .. شعوره بالأهمية والاستحقاق وأنه مرغوب وأن له الحق في المطالبة باحتياجاته النفسية والمادية .. يتعرف بها على معاني العاطفية والمشاعر بانعكاسها في مرآة أمه .. فيتجنب التبلد العاطفي ..
كل ذلك وغيره توضحه لنا المؤلفة في هذا الكتاب مع تقديم الحلول العملية لعلاج ما يمكن علاجه من هذه الآثار ..