هذا الكتاب :
إن الناظر في كتب الفقه يقف على كثير من المصطلحات الزراعية والألفاظ النباتية التي يحتاج القارئ إلى تصورها تصوّرا يعينه على فهم ما يقرأه فهما صحيحا، ومنذ أن شرعت في استعمال وسائل تعليمية إلكترونية في دروسي ومحاضراتي كانت كثيرا ما تستوقفني أسماء عدد من النباتات التي يذكرها الفقهاء، وهكذا: وقع في نفسي
أن الكلام على (مصطلحات الزراعة والنباتات الواردة في كتب الفقه) مع توضيح ذلك بالصور
يعدّ من قبيل النادر أو المعدوم؛ فرأيت أن إفراد هذا الصنف بالتصنيف مما تكثر فوائده
ويحمد إن شاء الله عائده.لذا بدأت في عام (1431هـ/ 2010م) بجمع هذه
المصطلحات شيئا فشيئا لكنه كان جمعا مجردا وعريّا عن الشرح
والإيضاح، مكتفيا فيه بترتيب ما أنتخبه ترتيبا معجميا على أمل
أن أنشط في القريب العاجل لكتابة الشرح، ولكن سرعان
ما طويت الأيام، حتى مضت غشاشا -على عجل-
أربعة أعوام، ظلّ فيها ذاك الأمل غير مقترن
بما يؤمّل من عمل.إلى أن كتب عليّ السفر
إلى إنجلترا لعدة شهور وكان بين الأماكن
القريبة إلى محل إقامتي في منطقة
تشيلسي: حديقة يزيد عمرها على 300 عام – وهي حديقة (النباتات الطبية/ Chelsea Physic Garden) – فلما تمشيت في بساتينها وقلّبت طرفي في رياحينها، وسرحت فيها نظري، وروّضت في رياضها جواد فكري،
ووجدت في وقتي شيئا من الفسحة: عقدت العزم عقدا مبرما على الشروع في إعداد شرح مصوّر
أستعرض فيه غريب أسماء النباتات المذكورة في كتب الفقه على نحو يفتح مقفلها ويوضح
مشكلها ويشهر غريبها ويوضح عجيبها، فكان في ذلك تسلية عقلي، وتفريج بعض
همّي، وبهجة ناظري، وأنْس نفسي.فبذلت وسعي لأجمع من ذلك ما يمْلأ
منه الوطاب لعلّي أذوق في غربتي الـمرّة شيئا مما يستعذب ويستطاب،
وهكذا أيضا بعد عودتي إلى الكويت -حرسها الله- ظللت أجمع
الفوائد على اختلاف أصنافها وأستخرج الدرر من أصدافها
إلى أن بلّغني الله هذا اليوم -وأنا على مشارف بداية عام 1441 هـ في الحديقة الملكية بمدينة أدنبرة، حيث أشعر أن الكلام مزدحم في صدري وخاطر فكري؛ لينتقي قلمي منه ما أمليه كمقدمة لكتاب بذلت فيه ما أملك من جهد، لا أزعم أنه عظيم، لكن أزعم أنه غاية ما أملك وأستطيع.