هذا الكتاب :
محاولة لاختصار أحداث السيرة النبوية، واختيار الصحيح منها ما أمكن، ولذا جاء اسمه (المختصر من صحيح السيرة النبوية)، وجاءت مصادره في مقدمتها الصحيحان، وكتب السنة، والسيرة، والطبقات والتراجم، والدلائل، إضافة إلى غيرها من المصادر والمراجع.
* ومع النقل الصحيح دروس وعبر، ووقفات وتعليقات توحي بها نصوص السيرة ويحتاجها القارئ لهذه السيرة العطرة، فغني عن البيان أن السيرة النبوية للتأسي والاقتداء وليست لمجرد العرض والنظر.
* وحين يكون التاريخ بعامة ميداناً لتجارب الأمم، ومستودعاً لأنماط الحياة المختلفة، فإن السيرة في صدارة هذا التاريخ، وسيرة محمد صلى الله عليه وسلم حافلة بأنفع التجارب، وأعظم الأخلاق، وأعلى القيم (وإنك لعلى خلق عظيم).
* يجد القارئ المتمعن في أحداث السيرة النبوية دروساً في الإيمان والثبات، ومخارج من الفتن والأزمات، وبواعث للفأل والأمل، ودافعاً للإنجاز المثمر، ومقامات في الصبر واليقين.
* وحين يكون محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قطب الرحى لهذه السيرة، ومُعَلِّمها الأول فلا شك أن صحابته رضوان الله عليهم مشاركون في صُنع أحداثها، ولهم قدم صدق في نشر قيمها، وتأسيس حضارة فاقت الحضارات، فرضي الله عنهم، وهم خير القرون.
* إنها سيرة محمد صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه يحتاجها العالم والمتعلم، والصغير والكبير، والذكر والأنثى، بل المسلم وغير المسلم، فهي دليل السالكين، وهداية للحيارى، ورحمة للعالمين، وحَقُّ هذه السيرة أن تكون حاضرة في عقولنا وقلوبنا، وموجهة لمسيرتنا وسلوكياتنا، ولها الصدارة في تعليمنا وإعلامنا وشؤون حياتنا كلها.