انقر فوق صورة للعرض
لا شك أن السعي المحموم للتجديد يدفعه ضحالة المعرفة الحقيقية بالتراث الإسلامي، والجهل بأساسيات الدين والشريعة الإسلامية ساعد على تشكّل المشاريع الثقافية المشهورة والمتبنية لنظرية التأويل الحديثة في دراسة الإسلام والنصوص الدينية، وهذه المشاريع الثقافية وغيرها السالكة على نفس الخط التأويلي الحديث اعتمدت في بنيتها الأساسية على ما أسسته المدارس الفلسفية الغربية في مرحلة ما بعد الحداثة، حتى لتبدو النظريات المستخدمة عربياً على النصوص الدينية صورة طبق الأصل لما قررته الفلسفة الغربية.
وأن رسالة الوحي الموجهة إلى الإنسان والمتساوقة مع عقله رسالة ممتدة عبر الزمان والمكان، ومنهج الاستدلال من نصوص الوحي إنما يخضع لمعهود اللغة التي نزل بها النص، والآلية التي تنتج الدلالات الصحيحة من النصوص لا بد أن تخضع للمعايير والضوابط التي تحددها لغة النص.
وطريقة فهم النصوص الشرعية في الفكر العربي المعاصر هي جزء من عمليات معقدة يعود في كثير منها إلى استعارة منهجيات وآليات في فهم النص ليست نابعة من المنظومة العربية التي نزل بلسانها النص القرآني.
وقد قدم الباحث هذه الدراسة ليناقش هذا الفكر بنفس أسلوبه وآلياته.