هذا الكتاب
فَتْحِ الْمُسْتَغْلِقِ مِنْ غَامِضَاتِ أُمَّهَاتِ الْمَنْطِقِ… نجم سطع في ليل بهيم، يهدي الحيارى سبل الهدى والرشاد، فعلم المنطق هو الصراط المستقيم الذي يسلكه صاحب الفهم السليم..
يقول مؤلفه: (بعد أن تم ما في الوسع من تحريره بعون الله تعالى وتيسيره؛ لتنكشف به مقاصد النظم ومعانيه، وتتضح للطلبة والدارسين دلالةُ مبانيه، وما هو في الحقيقة إلا مقتطفات من مصنفات أهل الفن المعتمدات، جمعتُها من هنا وههنا).
ويقول العلامة: السيد بن المرابط بن الطلبه حفظه الله تعالى
(أما شرحُ "فتحِ المستغلِق" فقد قرأتُه حرفًا حرفًا، وإنه لكتابٌ نفيسٌ، أودعه الشيخُ زبدةً وخلاصةً منخولةً من مباحث فحولِ المحققين من المناطقة، كالسعد التفتازاني، وقطب الدين الرازي، والسيد الجرجاني، وأحمد بن عبد العزيز الهلالي، وغيرهم.
وهي مباحثُ تتضمنُ حلولًا لمعضلاتٍ تعترض فهمَ المتعلِّمِ وتقطع عليه الطريقَ وتنغِّص عليه الصفوَ، يجدها في هذا الكتاب على أطرافِ الثُّمَامِ، ويُكفَى عناءَ التنقيبِ عنها في بطون المهارقِ والكتب، وما هناك من مجاهلَ يَحار بها القطا الكدريُّ، مع مناقشةِ ما يحتاج منها للمناقشةِ، وتمامِ التحرُّرِ من ربقةِ التقليدِ الأعمى في علمٍ يحكمُه في الواقع العقلُ المجرَّدُ. هذا مع آراءٍ وتحقيقاتٍ عزيزةٍ وردتْ على الشيخ محمد سعيد أثناءَ التأليف أو قبلَه فأودَعَها هذا الشرحَ؛ ليقفَ عليها كلُّ طالبٍ منهومٍ متعطشٍ لنفائسِ العلوم ودقائق المسائل.
وبالجملة فإن هذا النظمَ وشرحَه إضافةٌ نوعيةٌ لمكتبةِ المنطقِ جاءت في الوقت المناسب، بعدما كاد هذا الفنُّ تطير به عنقاءُ مغرب، وبعدما قُوِّضَتْ خيامُ أهلِه أو أوشكتْ).