هذا الروتين الخانق من استقبال المعلومات ومن مصادر مختلفة عن موضوعات مختلفة بشكل مستمر كان كفيلًا بخلق حالة من الضغط النفسي لديَّ. فلقد فقدت الوضوح وأصبح التشتت سمةً سائدة، وتضاءل منسوب الإبداع لديَّ في مقابل البحث عما إذا كان لتلك الفكرة الأصيلة وجود على الإنترنت أم لا، وعلى الصعيد العاطفي أصبحت الحالة المزاجية تحت سلطان المحتوى المعروض، فهناك ما يُحفزِّك، وهناك ما يُكدِّر صفو أجوائك.
بعد تلك الوقفة أصابني شعور بالشوق لتلك الليالي الهادئة في خلوة ذهنية أمام ورقة بيضاء أُعيد فيها ترتيب أفكاري ومشاعري، ورسم الخطط المستقبلية بدلًا من الغوص في كمٍّ هائلٍ من المعلومات غير المنظمة، وأدركت أن هذا السيل الجارف من المعلومات يُوفِّر بيئةً خصبة لخلق المسوفين المثاليين، أولئك المشتتين الذين يعانون من انعدام اللياقة الذهنية، والذين ينغمسون في لذة القصف العشوائي من المعلومات كتكتيكٍ لتهدئة وحوش القلق بداخلهم حول عدم قدرتهم على الإنجاز.
م. عبدالله خالد الدريس