المعرفة في الإسلام مصادرها ومجالاتها

مما يستوجب تأصيل المعرفة ومنهج الاستدلال في الإسلام؛ ما حصل من الانحراف في الفكر الإسلامي؛ نتيجة الخلاف حول مصدر التلقي، وما نشأ عن ذلك من إحداث مناهج بدعية في الاستدلال معارضة لمنهج الاستدلال في الإسلام، بفعل اتجاهات مختلفة، يمكن إجمالها في ثلاثة اتجاهات، هي الاتجاه الفلسفي والاتجاه الكلامي والاتجاه الصوفي.

والأصل الجامع لهذه الاتجاهات على اختلافها هو انحرافها في مصدر التلقي، مع دخولها في مسمى الفكر الإسلامي، مما يقضي بالضرورة تأصيل منهج الاستدلال الحق، والكشف عن تناقض هذه الاتجاهات وما يلزم عنها من لوازم باطلة.

ومما يستوجب تأصيل المعرفة ومنهج الاستدلال في الإسلام أن الاتجاه الوضعي المعارض لحقائق الدين هو المنهج السائد في هذا العصر في المذاهب الفلسفية ونظريات ما يسمى بالعلوم الإنسانية، إذ أنها قد نشأت في ظروف خاصة، حين فزع الناس من التفسير الديني القائم على الكتب المحرفة المشتملة على ما ينافي الضرورة العقلية. قد دخلت إلى العالم الإسلام على أيدي مفكرين ومربين، تلقوها وطبقوها دون وعي بحقيقة الإسلام، أو حقيقة ما تتضمنه تلك النظريات من المصادمة للثوابت الشرعية، وإنما يتحقق تأصيل المعرفة ومنج الاستدلال في الإسلام بالكشف عن أصول تلك المذاهب والنظريات ونقدها.

ومما يستوجب تأصيل المعرفة في الإسلام أن الغالب على ما أصبح يعرف بأسلمة المعرفة وأسلمة العلوم هو الاهتمام بالجانب النقدي بالمذاهب والنظريات المخالفة.

ومع أهمية هذا الجانب إلا أنه لا يمكن أن يحقق الهدف منه ما لم يؤسس على تصور متكامل لطبيعة المعرفة في الإسلام ومصادرها ومجالاتها. إذ أنه لا يكفي الاعتراض الجزئي على مذاهب ونظريات لها أصولها وأهدافها، بل لا بد من قبل ذلك من التأصيل للمعرفة في الإسلام، ومواجهة تلك المذاهب بتصور متكامل هو الأساس والشرط الضروري للنقد التفصيلي.

كتابة تعليق

انتبه: لم يتم تفعيل اكواد HTML !
    رديء           ممتاز

المعرفة في الإسلام مصادرها ومجالاتها

  • اعرض: 1527
  • النوع : غلاف
  • حالة التوفر : متوفر
التفاصيل
اسم المؤلف عبدالله القرني
سنة الطبع 2013
رقم الطبعة الثالثة
عدد الصفحات 583
مقاس الكتاب 17*24
وزن الكتاب 900
5تم بيع
  • 620EGP

الكلمات الدليليلة : المعرفة في الإسلام مصادرها ومجالاتها