يتخذ السرد التاريخى فى كتاب(Sapiens) نغمة مادية-آلية بشكل أساسى أكثر من اللازم من أى وقت مضى ضمن السياق المادى والبيولوجى والبيئى للإنسانية،والذى يتم سرده على أن طبيعتنا البشرية هى ببساطة مجرد جزء آخر من الطبيعة لا أكثر فى غياب أى معنًا أو غائية وراء            الوجود البشرى!

ولا يخفى من أن رواية التاريخ بنغمة مادية متطرفة وسرد حقائقه بطريقة شعبوية مختزلة تخدم وبشكل واضح الإغراءات الفكرية للمشهد الثقافى الذى نعيشه والذى يتم فيه حقن المزاعم التطورية-الداروينية بلغة علمية متعجرفة وشحنها بمفاهيم علموية مؤدلجة تتنقص الخطاب الدينى وتخدم الأغراض العلمانية البحتة،التى بدورها تشكّل القاعدة الأساسية لوجهة النظر الملحدة للعالم الذى نعيش فيه.

يناقش هذا الكتاب بعض أهم المزاعم والإدعاءات الكاذبة والمغالطات المنطقية التى وقع فيها هرارى فى تحليله الإختزالى الفظّ للتاريخ الحضارى للبشرية،ويجادل الكتاب على أن منهج هرارى فى سرده للتاريخ البشرى إختزالى ومادىّ متطرف،وَيَنُمُو عن رؤيةٍ قاصرةٍ جدًا للفكر والثقافة الإنسانية،ويستبطن فى الوقت ذاته نشروعًا عدميًا خطيرًا جدًا.

ويؤكد الكتاب على أن نظرة هرارى لظاهرة الدين قاصرة بشكل معيب،وسطحية فى تحليلها لتاريخ الظاهرة الداروينية وتجلياتها فى الحضارة الإنسانية.ويجادل الكتاب بأن هرارى يحاول وبشكل خبيث أن يوظّف بعض أهم الاكتشافات البشرية(الزراعة على سبيل المثال) توظيفًا خاطئًا لإثبات أن التراتيب الهرمية التى نراها فى الحياة هى مثل القيم والأخلاقيات التى نعتقدها ونؤمن بها،جاءت نتيجة لإكتشاف الزراعة والتى يسميها بأكبر عملية إحتيال فى التاريخ