في عشرينيات القرن العشرين تأسست (الوضعية المنطقية) على يد مجموعة من أصحاب التوجه العلمي المعارض لكثير من المسائل التي تناقش في الفلسفة. هم وضعيون لأنهم يكتفون بالواقع الحسي فقط، ومنطقيون لأنهم يحللون كل عبارة تحليلا منطقيًا. فالقضايا التي لها معنى عندهم هي القضايا المنطقية أو الرياضية، والقضايا التركيبية (التجريبية)، وعلى هذا صارت أي قضية لا تندرج تحت هاتين الفئتين في أعينهم لغوًا. فقضية مثل “الله موجود” لا يمكنهم التحقق منها بالتجربة (معيار التحقق) فإنها تكون قضية بلا معنى وفقًا للوضعيين المناطقة .
وقد ظهرت ردود قوية على الوضعية المنطقية من فلاسفة العلم وغيرهم، مثل كارل بوبر في كثير من كتبه، لكن عندما دخل ألفن بلانتنجا عالم الفلسفة الأكاديمية لأول مرة فقد تميز بأسلوبه التحليلي الخاص للدفاع عن الاعتقادات الدينية وعلى الأخص الاعتقاد التأليهي (الاعتقاد بوجود الله) وعلاقته بالفطرة وما صاغه من “الإبستمولوجيا الإصلاحية” مما نستعرضه مع أوجه الشبه أو الاختلاف بينه وبين إبستمولوجيا التراث الإسلامي، سواء الكلامي أو التيمي (نسبة لابن تيمية). مع استعراض ردود بلانتنجا على مشكلة الشر وكذلك إظهاره تعارض القول بنظرية التطور مع الطبيعانية المادية.