يعد "صحيح
الإمام مسلم" من أصح الكتب التي حوت سُنن رسول الله وأخباره وأحواله، ويذهب
بعض العلماء إلى تفضيله على صحيح البخاري لجودة عرضه للأحاديث، مع كونه اشترك مع
البخاري في مقدارٍ كبيرٍ يُقدّر بنحو مِن ثلثي الأحاديث. ومن أفضل مختصراته وأجودها: "تلخيص كتاب مسلم" لأبي العباس أحمد
بن عمر القرطبي (ت 656هـ)، وهو الذي شرحه في كتابه المشهور: "المُفهم في حلّ
ما أشكل من تلخيص كتاب مسلم". ويتفوق تلخيص
القرطبي على مختصر المنذري لصحيح مسلم في أمور أهمها: - أنه أكثر أحاديثَ حيث تبلغ (2948) حديثاً، بينما عند المنذري (2179) حديثاً. - اختياره للمتون الأوفى سياقاً ومعنى، أما المنذري فاختار
الأكثر اختصاراً. وقد قام فضيلة
الشيخ أ.د سعد الحميد، بتحقيق متقن لهذا الكتاب على تسع نسخ خطية، فخرج عمله حفظه
الله في (2460 صفحة)، قسمت إلى مجلدين كبيرين، نشرته دار الألوكة، ورأينا أن
تحقيقه الأجود، مع كون هذا الملخص من أفضل مختصرات مسلم، فالتمسنا من شيخنا حفظه
الله أن يُطبع الكتاب مجرداً من حاشية التحقيق، لأن فائدتها للمتخصصين غالباً،
وذلك حتى يعمّ نفعه لمن أراد مطالعة صحيح مسلم مختصراً، فوافق حفظه الله ورحب بهذا
المقترح. وإن من أفضل
الأعمال في مواجهة الهجوم الشرس والمنظم على السُنة النبوية في عصرنا، أن تُقرأ
الكتب الصحاح وتنشر على نطاق عريض، ولذا اتجه مركز دلائل إلى التعاون مع فريق
متخصص، في إنشاء برنامج يستهدف إقراء السنة وشرحها لجمهور المسلمين عن طريق وسائل
التعليم عن بعد. ويعد هذا
الإصدار باكورة إصدارات برنامج "سُنتي" لمختصرات كتب السُنة، ونأمل إن
شاء الله أن يحظى بالانتشار والقبول.
إدارة برنامج سُنتي - مركز دلائل
-
سلة الشراء فارغة !