انقر فوق صورة للعرض
هذا الكتاب
العمر الذاهب رحلة المازني المعرفية من القراءة إلى الكتابة
هذه سيرةٌ معرفية فاخرة من طرازٍ غير ما تألَف، جمعَت حلاوة البيان إلى ظرف الروح إلى حكمة العمر، فيها عبرةٌ وتجربة، ومتعةٌ وفائدة، وألوانٌ معجبة من الصَّراحة النادرة، ورفعٌ رقيقٌ للحجاب عن أسرار نفس إنسانية قلقة، ومشاهدةٌ لها من قريب، بقلم صَنَاع حاذق، أحسن الإبانة عنها، وافتنَّ في كشف دخائلها، متأثرًا بما أطال صحبته من قصص الروس ورواياتهم، وإن أثرها فيه لكبير. سيرةٌ لا ينقصها الصدق الذي ينقص كثيرًا من السير الذاتية، بل هي مرآةٌ كاشفةٌ لروح صاحبها في رضاه وغضبه، وغروره وتواضعه، وفرحه بما قدَّم وندمه على ما فـرَّط، يخطئ فيعترف، ويُحْسِن فيتباهى، لا يعبأ برأي القارئ فيه، ولا يلتفت لموقف العالم منه، وقد هان عنده كلُّ شيء حتى ما يحفل شيئًا، أو يبالي كيف يكون، أو يتحسَّر على شيء فات، أو يتطلَّع إلى ما هو آت، كما يقول عن نفسه. ومن ترى من الأدباء الكبار يجسُر على الاعتراف بأنه لا يفهم الفلسفة، أو الإقرار بأنه يعيد قراءة الأدب العربي مرة أخرى لأنه تعجَّل في قراءته أول مرة، أو التصريح بأنه يكتب للخبز لا للأدب، أو المجاهرة بترك الشعر وقد كان معدودًا من شعراء عصره لأنه رأى نفسه ليس من أهله؟ ومن منهم تسمح نفسه بالاعتراف بالفضل في توجيهه لواحدٍ من أقرانه، بل من خصومه وأعدائه؟ دعك من كبار الأدباء، كم من عامة الناس من يعترف بأخطائه ويتراجع عن حماقات شبابه؟ ومفاجآت المازني التي ستستقبلها في هذا الكتاب لا تنتهي!