سؤال علق بذهني فاحتفظت به ذاكرتي سنوات طوالًا، وذلك حين قرع سمعي لأول مرة مفهوم اللا أدرية، فسألت عن مفهومها لمزيد من الإيضاح، ففوجئت: بتقريع لسؤالي، ولاقيت السؤال بسؤال، لماذا تطرحين مثل هذا السؤال ؟ بدلًا من الإيضاح والإرشاد لدراسة المفهوم، فتشبث السؤال بذاكرتي.
وقد كان سؤالي عن ماهية المفهوم لتتضح صورته؛ لفهم سياقاته التي يرد فيها؛ لأن دراسة المفاهيم تمثل مرتكزًا أساسًا لفهم المسائل، خاصة في حقل الدراسات العقدية، وقد يكون لجدة المفهوم علي.
زجري لطرح سؤال عن مفهوم اللا أدرية لم يمحُ السؤال من ذاكرتي، فلم تنفك ذاكرة السؤال عن البحث والمطالعة والاستقراء لمفهوم اللا أدرية، أستصحبه معي في كل ما تقع عيني عليه، أو أستمع له، حتى وقعت عيني على مفهوم تكافؤ الأدلة في فصل ابن حزم، وكان أرضًا لم تُستحرث للزراعة من ذي قبل، فعادت ذاكرة السؤال لتبحث عن مفهوم تكافؤ الأدلة، وسبر أغواره، وبرفقته مفهوم اللا أدرية، ومعهما مفاهيم أخرى تجر أذيالها لتلحق بالركب.
فاستعنت بالله ربي، وشددت عزمي لأدون أسطر هذه الدراسة، مجتهدة في أقسامها، وتحرير سطورها، عسى ربي أن يهديني سواء السبيل.