يرى المهندس شحرور أنه حرك المياه الراكدة وقدم قراءة معاصرة تغني عن التراث الإسامي كله.
وتحدى المؤسسة الدينية أن تنتقد قراءته المعاصرة بمنهج ونظام معرفي لا يخضع للتراث ومسلماته.
واعترض على جميع الكتب المؤلفة في الرد عليه بأنها انشغلت بانتقاد الشكليات وتجاهلت الهيكل والأصول.
وقلل من أهمية هذه الكتب لأنها تخالفه في منهجه الذي يقوم على نفي الترادف ونظرية النظم. هذا الاعتراض والتجاهل دَفَعَ الدكتور صهيب السقار إلى تلبية الشروط التي وضعها المهندس لنقد أفكاره.
فأصدر سلسلة كتب لا تعتمد على التراث في نقْد القراءة المعاصرة. بل تعتمد على الأصول اللغوية والفكرية التي اعتمد عليها المهندس شحرور في بناء أفكاره.
استغرق تأليف هذه السلسلة عامن كاملن، تَتَبَّع فيها المؤلف كُتُب المهندس ومحاضراته وندواته ومقالاته. ثم قرأها قراءة معاصرة بأدوات معرفية معاصرة.
ولم يكن شحرور موفقاً في صَرْفِ نَظَرِ النقاد عن شكلياته، فقد كشف النظر في هيكل قراءته وأصوله عن تصدعات وتناقضات لا تقبل الإصاح.
فهل تنهار القراءة المعاصرة بعد رحيل مهندسها؟ وهل رَكَدَتْ قراءته في المياه التي حركتها؟ هناك علامة واحدة تدل على تحقق الانهيار، وهي أن يكتفي أنصار القراءة المعاصرة بمقابلة هذا النقد برفع الصوت والانفعال.