ركز المقال فى بحثه على مفهوم ربا الجاهلية فى القرآن الكريم،وكما فهمه الصحابة(رضى الله عنهم)والتابعون وتعاطوا معه،وما طرأ عليه من تغييرات عبر الزمن.
وخَلُصَ المقال إلى أن مفهوم ربا الجاهلية فى عهد الرسالة كان يعنى:عملية مُداينة،حصلَت نتيجة قرضٍ أو بيعٍ آجل،تعسر على المدين التسديد،ولم يُنظِره الدائن حتى اضطر المدين إلى دفع زيادة لقاء الأجل..
هذه هى الصورة الحقيقية لربا الجاهلية التى شخصتها الآثار،والتى تشتمل على عقدين متلازمين،عقدُ مُداينة على شكل دين نقدى أو بيع بالآجل،
وعقد تأجيل لهذا الدين.. هكذا عرضه الشارع فى السياق القرآنى،وهكذا يجب التعاطى معه،وأى تعاطٍ آخر،كفصل العقدين؛إهمالُ الأول وحصرُ الثانى فى صورة عقد دين مستقل،يُعتبر حُيودًا عن مقصد الشارع فى علة تحريمه.ويمكن تصور ربا الجاهلية بالمفهوم الاقتصادى المعاصر على أنه:"جدولة الدين".
وخَلُصَ كذلك إلى أنه لا علاقة لربا الجاهلية بربا النسيئة.
والإصرار على جعل ربا الجاهلية ربا نسيئة،إنما هو تحريف كبير فى المفهومين،وحيود صريح عن مدلولاتهما الشرعية التى وضعها الشارع.وخلُصَ أيضًا إلى أن علة تحريم ربا الجاهلية هى عدم التوازن فى عقد جدولة الدين الذى هو عقد إذعان،بين طرف دائن قوى وطرف مدين مُعسر ضعيف،إضافة إلى أن الزيادة الناشئة عن هذا العقد،لم تتولد من نشاط اقتصادى يستفيد منه المَدينُ فى مقابل الزيادة المطلوبة،ناهيك عن أنه يُثقلُ كاهلهُ،ويؤدى إلى آثار اقتصادية واجتماعية سيئة لديه،وبالتالى فهو عقد فاسد،نهى عنه الشَّارعُ.
-
سلة الشراء فارغة !