د. سامي عامري
كنت قد وعدتُ الإخوة القرّاء بكتاب عن "النسوية" التي دخلت فتنتها البيوت المسلمة، وأذكت نار العداوة بين الجنسين.. ثم قرّرتُ بعد المضيّ في مسودة الكتاب، أن أجعل للنسوية الإسلامية كتابًا، وللنسوية الغربية آخر (يصدر هذه السنة بإذن الله).. للحاجة إلى التفصيل..
وقد انتهيتُ في البحث في "النسوية الإسلامية" إلى ما صدمني، رغم أنني لم أكن أرى في هذا التيّار طريق النجاة.. إنّ الأمر أخطر ممّا يظنّه كثير من الناس.. ولذلك انتهيت إلى اختيار هذا العنوان الصادم : "النسوية الإسلامية بين الانسلاخ والتلفيق".. فلم تقدّم أمينة ودود سوى الانسلاخ عن الدين، ولم تتجاوز أميمة أبو بكر ما يرقى فوق التلفيق.. ولا يُنتصف لحقوق المرأة بتحريف الدين خضوعًا لإملاءات الواقع العالماني.. وإنّما يبدأ الإصلاح بصناعة "المسلم السوي"، وإعادة بناء المجتمع على قاعدة عقدية وقيمية قرآنية.
وقد سعيتُ جهدي أن أكون منصفًا، وموضوعيًا؛ فرسمتُ صورة النسوية الإسلامية بكلمات أهلها، من كتب القوم ومقالاتهم، ووضعت معالم الحلّ من فيض الآيات..
ملحوظات:
-مواجهة النسوية عقديًا وفقهيًا، لا تعني أن المرأة عندنا قد أخذت حقوقها الشرعية كاملة في بيئة معلمنة قيمها.
-"النسوية الإسلامية" (أو بالفرنسية "النسوية المسلمة" Le féminisme musulman) اصطلاح مستقرّ، لا يلزم منه صدق نسبة هذا التيّار إلى الإسلام. ولم أستعمل عبارة "النسوية المتأسلمة" لذيوع المصطلح الأوّل.
- الكتاب في حدود 200 صفحة.. وقد اختصرتُ فيه الكلام؛ مع تناول مباحثه الكبرى بالتفصيل. والفهرس في التعليقات.