النسوية والذكورية وجهان لعملة واحدة: فالممارسات الذكورية القديمة والحديثة أنتجت الحركة النسوية وسوغت نضالاتها، والغلو النسوي المعاصر أعاد إحياء الذكورية لكن في صور جديدة مختلفة.
وكالعادة: ضاع الحق الوسط الموافق للفطرة، بين طرفي الإفراط والتفريط..
وعلى الرغم من مخاطر النسوية - وقرينتها: الذكورية - فإنها لا تزال مجهولة لدى الكثير من النخب العلمية والفكرية المتدينة في بلداننا; ولا يزال الكثير من اللذين يتعنون الرد على الخطاب النسوي، يردون على أفكار النسوية التقليدية التي كانت تعتني بالدفاع عن حقوق المرأة دون الوصول إلى هذه الشراهة التفكيكية التي تتميز بها النسوية الجديدة.
وإن من أفضل أساليب الرد على هذا المذهب الهدام، بيان التناقضات والانحرافات التي وصلت إليها النسوية اليوم، وتوضيح حجم الخلل العميق في التصور الغربي الراهن حول المرأة خصوصا، والبناء المجتمعي عموما.
من أجل تحقيق هذه الغاية، كان هذا الكتاب..
-
سلة الشراء فارغة !