المختصر في التفسير

قال تعالى: “إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَم” (الإسراء: 9) . إن الله سبحانه وتعالى قد أنزل كتابه العزيز منذ أكثر من 1400 عام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فهو كتاب الله المعجز، وهو دستور الأمة، وهادي طريقها ومنير بصيرتها.

وللقرآن أثر عظم في تبديد ظلمات الجهل وتبيين الطريق القويم و إخراج الناس من الظلمات إلى النور، قال الله:  “كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّور” (إبراهيم:1)

وقد نزل القرآن الكريم على قبيلة العرب أفصح لسان أهل الأرض فكان معجزا في بيانه ومعجزا في لغته وتراكيبه ومعانيه. ولمّا تقدم الزمان كان لزاما أن تكثر تفاسير القرآن لتبين للناس منا نزّل إليهم كما قال الله: ” وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون” (النحل:44).

إن الأمة الإسلامية في هذا العصر المتلاطم بكثير من الأحداث والمتشابك بكثير من الشبهات بحاجة ماسة إلى تفسير معاصر يسير في أسلوبه، مختصر في كلامه، ومبين لمقاصد القرآن.  

مميزات المختصر في التفسير

ويعد كتاب المختصر في التفسير – الطبعة السادسة- من أهم كتب تفسير القرآن في العصر الحديث فقد جاء متميزًا – حسبما بينه موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية- بما يأتي:

1- وضوح العبارة وسهولتها، بعيدًا عن الحشو والتعقيد اللفظي.

2- الاقتصار على تفسير الآيات وبيان معانيها دون دخول في مسائل القراءات والإعراب والفقه ونحوها.

3- شرح المفردات القرآنية أثناء التفسير وتمييز الشرح بلون مختلف ليسهل الوقوف عليه لمن أراده.

4- انتهاج منهج سلف الأمة باتباع ما دلَّ عليه القرآن والسُّنة.

5- تحرِّي المعنى الأرجح عند الاختلاف، مع مراعاة ضوابط التفسير وقواعد الترجيح.

6- سياق جملة من هدايات الآيات وفوائدها بما يعين على تدبرها وتمام الانتفاع بها، تحت عنوان مستقلّ: (من فوائد الآيات).

7- التقديم بين يدي كل سورة ببيان مقصدها ومحورها العام الذي تدور حوله، وموضع نزولها.

اللجنة التي أشرفت على التفسير

فأمّا اللجنة التي قامت بإعداد هذا التفسير، فهي مكونة من علماء أجلاء ويعدون أعمدة رصينة في تفسير القرآن الكريم، حيث قام بكتابة متن التفسير الشيخ/ سيدي محمد بن محمد المختار الشنقيطي وهو أستاذ التفسير في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ومدرس بالحرمين الشريفين.

وقام بكتابة فوائد الآيات وهداياتها الأستاذ الدكتور زيد بن عمر العيص وهو  أستاذ الدراسات القرانية بجامعة الملك سعود سابقا ومدير مركز بينات للدراسات القرآنية في الأدرن حاليا.

وقام بكتابة مقاصد السور الدكتور محمد بن عبد الله الربيعة وهو أستاذ مساعد في قسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم.

وأمّا اللجنة التي قامت بالمراجعة والتقويم، فهم: (أ.د/ أحمد خالد شكري، أ.د/ أحمد سعد الخطيب، أ.د/ أحمد بزوي الضاوي، د/ حسين بن علي الحربي، د/ خالد بن عثمان السبت، أ.د/ زيد بن عمر العيص، أ.د/ سعيد الفلاح، أ.د/ صالح بن يحيى صواب، أ.د/ غانم قدوري الحمد، د/ محمد بن عبد الله القحطاني).

وأمّا اللجنة التي قامت بالإشراف والمتابعة، في جميع مراحل الكتاب، فهم: (د/ أحمد بن محمد البريدي، أ.د/ عبد الرحمن بن معاضة الشهري، أ.د/ مساعد بن سليمان الطيار، أ.د/ ناصر بن محمد الماجد -رحمه الله-).

وقد جاء التفسير في 624 صفحة بعدد صفحات المصحف الشريف و طُبع التفسير على هامش المصحف لييسر على قارئ القرآن سرعة الحصول على المعنى وسهوله فهمه وتطبيق آياته.

وجاء في تعريف المختصر في تفسير القرآن الكريم على موقع دار المختصر أنه: ” تيسير فهم القرآن الكريم عن طريق تفسير المختصر بمحتوى علمي موثوق وبمنهجية متميزة من خلال بيئة مؤسسية تعتمد التطوير المستمر والشراكات المتنوعة والعمل على نشره عالميًّا للمستفيدين كافة بمخرجات متنوعة مطبوعة ومرئية ومسموعة وتقنية وتعليمية ولذوي الاحتياجات الخاصة وبلغات كثيرة.”

أثر القرآن في توجيه الأمة

وقد وردت أحاديث كثيرة من آثار النبي صلى الله عليه وسلم في تبيين فضل القران في تحريك الأمة وتوجيهها ونصححها وإرشادها، وأنه عاصم لها من الضلال.

فقد ثبت في صحيح ابن حبان عن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه قال: ((خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبشروا وأبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالوا: نعم، قال: فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدًا)).
 

 وقد “ترجم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم في حياته اليومية إلى أفعال وأقوال وأخلاق، وقد تجسدت الأخلاق القرآنية في حركاته وسكناته صلى الله عليه وسلم؛ سُئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام، فقالت: ” كان خلقه القرآن”.[1]

” تأملوا هذا المنهج الرباني التربوي، الذي جاء تفصيله في حديث جُنْدُبِ بن عبد الله بن سفيان البَجَلِيِّ العَلَقِيِّ -رضي الله عنه-؛ قال: «كُنَّا فِتْيَانًا حَزَاوِرَةً [جمع حَزَوَّر، وهو الغلام لم يبلغ وقد قارب] مَعَ نَبِيِّنَا -صلى الله عليه وسلم-، فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا؛ وَإِنَّكُمُ الْيَوْمَ تَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ قَبْلَ الْإِيمَانِ».

فتأمل قول الصحابي الجليل:«فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ»، وتدبر كيف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علّمهم الإيمان قبل القرآن، فلما تعلموا القرآن ازدادوا به إيمانًا.

ثم هو -رضي الله عنه- يوضح المنهج المقابل، فيقول: «وَإِنَّكُمُ الْيَوْمَ تَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ قَبْلَ الْإِيمَانِ»؛ فحريٌّ بنا أن نجعل هذا الحديث مركزًا للمنهج التربوي الذي نأخذ به أنفسنا وأبناءنا وبناتنا وأهلينا”.[2]

ثناء العلماء على المختصر في التفسير

إن كتاب المختصر في التفسير لهو خير صاحب في هذا الزمان، يصلح أن يكون سفيرا لهذه الأمة، وقد أثنى عليه علماء كثر مثل د عبد الرحمن الشهري مدير عام مركز تفسير للدراسات القرآنية والأستاذ بقسم الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود، والذي أعلن أنه بحمد الله وتوفيقه تم طباعة ترجمة كتاب (المختصر في تفسير القرآن الكريم) الذي أصدره مركز تفسير إلى ست لغات وهي: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية والإندوسية والأورومية، وقد تولى مركز أصول مسؤولية ترجمة المختصر في التفسير إلى تسع لغات سترى بقيتها النور قريبا بإذن الله..

وقد أثنى على الكتاب موقع إسلام ويب فقد جاء في الفتوى رقم: 399721

 “فإن كتاب “المختصر في تفسير القرآن الكريم” الصادر من مركز تفسير للدراسات القرآنية يعتبر من الكتب المتميزة الموثوقة، قام على تأليفه ومراجعته ثلة من أهل العلم المتخصصين الأفاضل من عدة من بلدان العالم الإسلامي، كما هو مذكور في مقدمة الكتاب، وذكر فيها مميزاته، ومنهج تأليفه.

 وقد روعي في تأليف الكتاب ومراجعته عرضه على عدد من اللجان العلمية، ولا يعني ذلك عصمته من الخطأ، فليس ذلك إلا لكتاب الله عز وجل.

وهذا الكتاب من أنسب ما يبدأ المسلم غير المتخصص في العلوم الشرعية بقراءته في تفسير كتاب الله، وما شابهه من التفاسير السهلة المحررة”.

وقد وردت تزكية سماحة المفتي الشيخ/ عبد العزيز آل الشيخ كالتالي:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين … أما بعد

فقد طالعتُ كتاب (المختصر في تفسير القرآن الكريم) الذي أصدره مركز (تفسير) للدراسات القرآنية،فألفيته تفسيراً سهل العبارة، سليم المنهج، مناسباً لجميع فئات قراء القرآن، مع ما فيه من بيانٍ مختصرٍ لمقاصد السور، واستنباط لأبرز هدايات الآيات، وبيانٍ لمعاني المفردات الغريبة في القرآن بعبارة واضحة ولون مميز. وهو جديرٌ بالقراءة والنشر والدعم؛ ليتمكن جميع المسلمين من معرفة معاني القرآن بأسهل طريق، وهو صالح للترجمة إلى اللغات غير العربية ليعمّ النفعُ به. وقد قام على تأليفه ومراجعته وتدقيقه نخبة من أهل العلم بالتفسير والمعرفة بدقائق لغة القرآن ودلالتها، كما راجعه متخصصون في العقيدة السلفية الصافية من أساتذة الجامعات، كما جاء ذلك في مقدمة رئيس مجلس إدارة المركز فضيلة الشيخ الدكتور/ صالح بن عبد الله بن حميد. فجزى الله القائمين على إصداره خير الجزاء، وجعله كتابًا مباركًا ونافعًا للمسلمين.

الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

نموذج من المختصر في التفسير

تفسير سورة الفاتحة

﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ۝١ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ۝٢ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ۝٣ مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ ۝٤ إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ ۝٥ ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ ۝٦ صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ ۝٧﴾

[الفاتحة: ١-٧]

* سورة الفاتحة مكية *

مِن مَّقاصِدِ السُّورَة:ِ

تحقيق التوجه لله تعالى بكمال العبودية له وحده.

:* التَّفْسِيرُ
سُمِّيت سورةَ الفاتحة لافتتاح كتاب الله بها، وتسمَّى أم القرآن لاشتمالها على موضوعاته، من توحيد لله، وعبادة، وغير ذلك، وهي أعظم سورة في القرآن، وهي السَّبعُ المثاني.

1.باسم الله أبدأ قراءة القرآن، مستعينًا به تعالى متبركًا بذكر اسمه. وقد تضمنت البسملة ثلاثة من أسماء الله الحسنى، وهي:
 الله: أي: المعبود بحق، وهو أخص أسماء الله تعالى، ولا يسمى به غيره سبحانه

الرحمن: أي: ذو الرحمة الواسعة. فهو الرحمن بذاته
الرَّحِيم: أي: ذو الرحمة الواصلة. فهو يرحم برحمته من شاء من خلقه ومنهم المؤمنون من عباده.

 
 2. جميع أنواع المحامد من صفات الجلال والكمال هي له وحده دون من سواه، إذ هو رب كل شيء وخالقه ومدبره. و “ العالمون” جمع “ عالَم” وهم كل ما سوى الله تعالى.

3. ثناء على الله تعالى بعد حمده في الآية السابقة.
4. تمجيد لله تعالى بأنه المالك لكل ما في يوم القيامة، حيث لا تملك نفس لنفس شيئًا. ف “ يوم الدين ” يوم الجزاء والحساب.

5. نخصُّك وحدك بأنواع العبادة والطاعة، فلا نشرك معك غيرك، ومنك وحدك نطلب العون في كل شؤوننا، فبِيَدِكَ الخير كله، ولا مُعين سواك.

6. دُلَّنا إلى الصراط المستقيم، واسلك بنا فيه، وثبِّتنا عليه.، وزدنا هدى. و “ الصراط المستقيم” هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه، وهو الإسلام الذي أرسل الله به محمدًا ﷺ.
7. طريق الذين أنعمت عليهم من عبادك بهدايتهم، كالنبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقًا، غير طريق المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه كاليهود، وغير طريق الضالين عن الحق الذين لم يهتدوا إليه لتفريطهم في طلب الحق والاهتداء إليه كالنصارى.

:* من فوائد الآيات
 افتتح الله تعالى كتابه بالبسملة، ليرشد عباده أن يبدؤوا أعمالهم وأقوالهم بها طلبًا لعونه وتوفيقه.

من هدي عباد الله الصالحين في الدعاء البدء بتمجيد الله والثناء عليه سبحانه ثم ليشرع في الطلب.
 تحذير المسلمين من التقصير في طلب الحق كالنصارى الضالين، أو عدم العمل بالحق الذي عرفوه كاليهود المغضوب عليهم.

دلَّت السورة على أن كمال الإيمان يكون بإخلاص العبادة لله تعالى وطلب العون منه وحده دون سواه.

لحجز نسختك الآن من المختصر في التفسير تصلك لباب البيت اضغط هنا


[1] كان خلقه القرآن

[2] أثر القرآن في تغيير الإنسان