صدر حديثا كتاب “حراسة السنة – رد شبهات وضلالات منكري السنة” عن دار مفكرون الدولية للنشر والتوزيع، من تأليف محمد حسن عبد الحميد الشيخ، الباحث المتخصص في علوم السنة.

يتميز كتاب حراسة السنة بصغر حجمه وبساطة ألفاظه، ليبدد ظلمات الشك والجهل حول السنة النبوية، وهو خلاصة لكثير من الكتب التي دافعت عن السنة النبوية وصاحبها عليه الصلاة والسلام.

ويقع الكتاب في 344 صفحة من القطع الكبير، يصول فيه المؤلف ويجول، فيكرّ على ثلاثة وثلاثين شبهة، هي جماع الظنون والتوهمات التي يجري بها المتربصون الخراصون حول سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويرددها خلفهم فريق من المبطلين والجاهلين.

يحتوي كتاب حراسة السنة على ستة أبواب. تشمل الخمسة أبواب الأولى القواعد قبل الرد على شبهات منكري السنة وضلالاتهم، وفي الباب السادس حصر لشبهاتهم وقد بلغت ثلاثة وثلاثون شبهة.

وقسم المؤلف كتاب حراسة السنة إلى ستة أبواب:

الباب الأول: تعريف السنة.

الباب الثاني: حجية السنة ضرورة دينية.

الباب الثالث: السنة النبوية ضرورة لفهم القرآن.

الباب الرابع: عناية الصحابة والتابعين وعلماء الحديث بالسنة النبوية.

الباب الخامس: نشأة علم الحديث وشروط قبول الرواية. 

الباب السادس: شبهات منكري السنة والرد عليهم.

يقول المؤلف في مقدمة كتاب حراسة السنة:

” فالقرآن ضياء كالشمس، والسنة نور كالقمر، فهي مفاتيح القرآن لما فيه من كنوز، والأداة التي وصلت الأمة لمعرفة ما في القرآن من قيم ومبادئ وأسرار.

والدعوة لاعتماد القرآن دون السنة في التشريع كانت في العصور الأولى ضمن حالات فردية قليلة أو في فكر بعض الفرق الضالة التي سرعان ما تهاوت واندثرت.

حتى جاء القرن التاسع عشر الميلادي فنهض – في الهند – غلام أحمد القادياني وادعى النبوة ثم بدأ غلام نبي المعروف بعبد الله جكرالوي مؤسس الحركة القرآنية نشاطه الهدام بإنكار السنة كلها وشكل فرقة جديدة اسماها (أهل الذكر والقرآن) فانتشر ضلالهم وقويت شوكتهم، فهم صناعة المحتل اللئيم، ليقضي على الإسلام ومقوماته ومنها السنة النبوي.

ومع وجود الاحتلال وتشجيعه لهم والجمود العلمي والثقافي والتغريب وانتشار الجهل بالشريعة الذي أصاب عموم المسلمين صار لمنكري السنة اتباع ودعاة ، فإذ بالطبيب توفيق صدقي والطبيب عبده إبراهيم في مقال لهما في مجلة المنار بعنوان (الإسلام هو القرآن وحده) يدعو إلى ترك الحديث والاعتماد على القرآن فقط.

ثم تلاهما أحمد أمين فذكر في كتابه (فجر الإسلام) 1929م فصلاً عن السنة النبوية هو ترديد لما ذهب إليه المستشرقون النصارى، ومن تبع أساليبهم في الدس والتمويه والضلال والبهتان، وفي سنة 1939م نشر إسماعيل أدهم رسالة عن (تاريخ السنة) هاجم فيها صحيحي البخاري ومسلم فذكر أن أحاديثهما غير ثابتة.

حتى جاء محمود أبو ريّة الذي جمع الشبهات المبعثرة التي نشرت أو سمعت أو رويت شفاها حول السنة في كتابه (أضواء على السنة المحمدية)([1]) وظهر في الأسواق لأول مرة في ديسمبر 1957م ثم تكررت طبعاته وكذلك كتاب (ثورة الإسلام) للطبيب أبو شادى أحمد زكي.

وتتابع أهل الزيغ والضلال على تفاوت في ضلالهم منهم مصطفى المهدوى ومحمد سعيد العشماوى وعبد الجواد ياسين وأحمد صبحي منصور ونصر حامد أبو زيد وجمال البنا وإسماعيل منصور جودة ومحمد شحرور ورشاد خليفة وغيرهم كثير من أئمة الضلال والإضلال كلهم متأثرون بالفكر الغربي المادي الاستشراقي فَطُعِنَ الإسلامُ مِنْ قِبَلِهِمْ وفتحوا فيه الثغرات لأعدائه من يهود وصليبيين وعلمانيين فأصبحوا أشد خطراً وإضراراً من أعداء الدين التقليديين.

ومع التقنية الحديثة عصر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي ظهر على طريقتهم دعاة من الجهلة لا علم لهم ولا دين يتجلببون بلباس الشرع يحاولون النيل من القرآن الكريم والسنة النبوية والرسول الكريم والرسالة الخاتمة فيطعنون في ثوابته يشجعهم في ذلك التوغل اليهودي وقيام أوكار لهم لنفث السموم ومحاربة الإسلام على أيدي عملاء من بني جلدتنا يتحدثون بألسنتنا يتحركون وهم آمنون وهذا مكمن الخطر.

إن معركة أعداء الإسلام مع السنة المطهرة تتسم من جهة أعدائها بالدقة، والتنظيم، والكيد المحكم، كما تتسم من جهة المسلمين بالبراءة، والغفلة، والدفاع العفوى، دون إعداد سابق أو هجوم مضاد.

والمطلع على كتاب حراسة السنة سيجد أجوبة لكثير من التساؤلات ودحضا للشبهات التي تثار حول إنكار السنة من أعداء الدين وممن يترسمون خطاهم ففيه بحمد الله قذائف حق بمقدورها تدمير أكواخ الباطل وإحراقها بأسلوب واضح تشوبه روح النصح وتكلله محبة السنة وتعطره الغيرة على الدين”.



([1]) تصد له كثير في علماء الأمة منهم العلامة محمد عبد الرازق حمزة في كتابه(ظلمات أبي ريّة أمام أضواء السنة المحمدية) والعلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني في كتابه (الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة)